سويدي مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية يُدان بالإرهاب وجريمة حرب

3 يوليو 2025 | تقارير

المركز السويدي لدراسات الأمن الدولي والإرهاب – SCISTS

في 31 يوليو/تموز، أصدرت محكمة ستوكهولم الابتدائية حكمًا بالسجن مدى الحياة بحق أسامة كريم بتهم ارتكاب جريمة إرهابية وجريمة حرب جسيمة. وتُعتبر هذه الإدانة استثنائية، إذ لم يُسبق أن وُجهت تهم “الجريمة الإرهابية” و”جريمة الحرب” لنفس الفعل، كما أنها المرة الأولى التي يُحاكم فيها شخص على مشاركته في الإعدام العلني الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية، حيث أُحرق طيار من القوات الجوية الأردنية حيًّا.

عرض الادعاء تحقيقًا موسعًا شمل الاستماع إلى شهادات خبراء من السويد والولايات المتحدة، من بينهم ممثلون عن جهاز الأمن السويدي (سابو) ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI). وقد أنكر كريم تورطه الفعّال في عملية الإعدام، موضحًا أنه كان مجرد عنصر يمكن استبداله في فيلم دعائي، قائلاً: “كان من الممكن أن يكون أي شخص آخر في مكاني، ولن يغيّر ذلك شيئًا”).

رغم أن كريم لم يكن الشخص الذي أشعل النار التي أدت إلى مقتل الطيار، اعتبرت المحكمة الابتدائية أنه يُعد فاعلًا في الجريمة، إذ أثبتت أدلة الادعاء بشكل قاطع أنه، بالتعاون والتنسيق مع بقية المتهمين، قام بنقل الطيار إلى القفص الذي أُحرق فيه حيًّا، مما يجعل مشاركته في الجريمة ثابتة.

أعارت المحكمة الابتدائية اهتمامًا خاصًا لفيلم الإعدام، مؤكدة أن تنظيم الدولة الإسلامية، بخلاف الأطراف الأخرى في النزاعات، لا يحاول إخفاء الأدلة على جرائمه، بل يسعى عمدًا إلى نشر المواد التي تُبرز بوضوح الانتهاكات الفادحة التي تُرتكب باسمه. ورأت المحكمة أن هذا السلوك يعكس الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الاتصال الحديثة في استراتيجية الدعاية لدى التنظيم، حيث تُستخدم لترسيخ نفوذه في المناطق الخاضعة لسيطرته، واستقطاب المجندين الجدد، وبث الخوف في خصومه ومعارضيه.

الفعل الإجرامي وأبعاده الإرهابية والدولية

بعد أن أقرت المحكمة بأن الفعل بحد ذاته يُعد جريمة حرب، نظرًا لوقوعه في سياق نزاع مسلح في سوريا خلال تلك الفترة، بحثت المحكمة ما إذا كان يمكن أيضًا اعتباره جريمة إرهابية. وخلصت المحكمة الابتدائية إلى أن الجريمة استهدفت الضحية مباشرة بصفته طيارًا في سلاح الجو الأردني، إلا أن الإعدام المصوّر، الذي تضمّن إشارات إلى دول معينة ودعوات لقتل مزيد من الطيارين، بيّن بوضوح – وفقًا للمحكمة – أن تنظيم الدولة الإسلامية كان يسعى إلى توجيه رسالة تتجاوز حدود الواقعة نفسها. وأكدت المحكمة في حكمها أن “هذا الفعل يضر بالمصلحة الجوهرية المتمثلة في صون مجتمع منفتح وآمن.”

خلصت المحكمة، باختصار، إلى أن أدلة الادعاء تشير بقوة إلى أن كريم تصرّف عن قصد، من خلال الإعدام وتصويره ونشر الفيلم، مع النية في إثارة خوف شديد لدى السكان في الدول المستهدفة التي لا تتبنى أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد استأنف كريم الحكم، مطالبًا بالبراءة التامة، معتبرًا أن المحكمة الابتدائية قد أخطأت في تقدير نيته.